تشارك

مرتضى خزاعي: رأساً على عقب

تنسيق: فرشاد ماهوتفروش

١٥ أبريل – ١٥ سبتمبر ٢٠٢٥ | معرض ليلى هيلر، دبي

 

يسرّ معرض ليلى هيلر أن يقدّم المعرض الفردي “رأساً على عقب” للفنان الإيراني البارز مرتضى خزاعي، بإشراف القيّم الفني فرشاد ماهوتفروش. يفتتح المعرض في ١٥ أبريل ٢٠٢٥ في دبي، ويستمر حتى ١٥ سبتمبر، حيث يدعو الزوار إلى رحلة تأملية في معاني التحوّل، والمرونة، والقوة الصامتة الكامنة في التكيّف.

في معرض رأساً على عقب، يستلهم خزاعي أعماله من الطبيعة، لا سيّما من الأشجار التي تنحني في مواجهة الرياح والعواصف دون أن تنكسر. تصبح هذه الأشكال الطبيعية رموزاً للحالة الإنسانية. فكما تنحني الأشجار تحت تأثير القوى الخارجية، كذلك يتكيّف البشر ويتغيّرون وينمون تحت وطأة الضغوط الاجتماعية والعاطفية والوجودية.

تستكشف أعمال خزاعي النحتية، المصنوعة ببراعة من الخشب، هذا التوتر بين الهشاشة والقدرة على التحمل. فالمادة نفسها—الخشب—بمادّته العضوية وملمسه الطبيعي وآثاره التي تحمل الزمن، تُستخدم كوسيط ورسالة في آنٍ واحد. الخشب، الذي كان يوماً جزءاً من كائن حي، يحمل في داخله آثار الزمن والطقس والذاكرة. وفي يدَي خزاعي، يتحوّل إلى حاويةٍ للسرد، شاهدة على التحوّلات الداخلية والجمعية.

يستند المعرض إلى تأمل شعري عميق، لا يركّز فقط على التغيير الشخصي، بل يتناول أيضاً التحوّلات المجتمعية الكبرى التي تُشكّل واقعنا المعاصر. يعكس خزاعي هذه الازدواجية بدقة عاطفية تُلامس الحواس، حيث تنقل أعماله إحساساً حميمياً يمتد نحو فضاء أوسع. فهذه الأعمال لا تصرخ—بل تتنفس. تتمايل كالأشجار في العاصفة، وتهمس بحكايات عن البقاء، والتحمّل، والبدايات الجديدة.

ومن خلال عدسته الفنية، يُبرز القيّم فرشاد ماهوتفروش قدرة الفنان على ربط الطبيعة بالنفس البشرية، عبر لغة بصرية تجمع بين القديم والحديث. الأشكال المنحنية في منحوتات خزاعي تقاوم الجمود وتحتضن السيولة، لتذكّرنا بأن في الانحناء جمالاً، وفي الليونة قوة.

رأساً على عقب هو دعوة للتأمل: كيف نواجه العالم حين ينقلب من حولنا؟ هل نستطيع أن ننحني دون أن ننكسر؟ وبعد العاصفة، ما الأشكال الجديدة التي يمكن أن نتّخذها؟

من خلال هذه المجموعة، يقدّم مرتضى خزاعي إجابة قوية—متجذّرة في الصمود الهادئ، ومستلهمة من الطبيعة، ومرفوعة بالفن.