تشارك

معرض عبد الرحمن قطاناني الأخير، أبواب الحكاية، الذي يُعرض في غاليري صالح بركات في بيروت من 10 يناير إلى 15 فبراير 2025، هو استكشاف عميق للصمود والهوية والفن. عُرف قطاناني بتحويل المواد الصناعية إلى أعمال فنية مؤثرة، ويواصل في مجموعته الجديدة رحلته في إعادة تعريف الحدود، سواء المادية أو الرمزية.

يتضمن المعرض تسعة أعمال نسيجية ضخمة مصنوعة من ألواح معدنية وأسلاك شائكة، وهي مواد ترتبط غالبًا بالصراعات والانقسامات. لكن هذه العناصر يُعاد تخيلها من خلال عدسة التطريز الفلسطيني (التطريز)، وهو شكل فني تقليدي يرمز إلى التراث والمقاومة. التداخل بين بقايا صناعية قاسية وتركيبات معقدة تشبه الدانتيل يخلق ازدواجية تعكس قدرة الروح البشرية على التحمل والتكيف.

ما يميز أبواب الحكاية هو أصوله وتوقيته. بدأت الأعمال قبل أكثر من عام من الأحداث الحاسمة في 7 أكتوبر 2023، وتعكس سردًا متطورًا يتأثر بالتجارب الشخصية والديناميكيات الإقليمية. يحول فن قطاني صلابة مادته إلى تجريدات تشكيلية، ويمنح البرودة القاسية للمعدن دفئًا وحيوية. الأعمال الناتجة تتحدى أصولها، وتجسد كلاً من النضالات والآمال لصانعها.

تكمن براعة قطاناني في قدرته على استخراج الجمال من المحن. من خلال يديه، تصبح الأسلاك الشائكة والخردة المعدنية بوابات لقصص، مداخل تدعو المشاهدين للتواصل مع تاريخ مشترك وتصوُّر مستقبل صامد. يتحدى عمله التصورات، موضحًا كيف يمكن حتى لأكثر المواد صلابة أن تخضع للإبداع والخيال.

وُلد عبد الرحمن قطاناني عام 1983 في مخيم صبرا للاجئين في لبنان، وحياته وفنه متشابكان بعمق مع موضوعات النزوح والهوية. يحمل دبلومًا ودرجة ماجستير في الفنون الجميلة من الجامعة اللبنانية، وقد بنى مسيرة فنية تربط بين المشهدين الفني المحلي والدولي. تشمل معارضه الفردية السابقة طقوس في غاليري ماجدة دانيز في باريس 2021)، بورتريه ذاتي كلي في أناليكس فوريفر في سويسرا (2020).

تم عرض أعمال قطاناني في إقامات فنية ومعارض جماعية مرموقة حول العالم، مما أكسبه اعترافًا كصوت قوي في الفن المعاصر. من خلال أبواب الحكاية، يدعو الجمهور للدخول إلى عالم يتقاطع فيه الماضي والمستقبل، حيث يصبح الفن مرآة ومنارة.