مانولو فالديس يعرض “الحياة المنزلية” في دبي: مزيج من تاريخ الفن والتعبير الحديث
يعرض الفنان الإسباني الشهير مانولو فالديس منحوتاته الصغيرة في معرضه الفردي الثاني في أوبرا غاليري في أتلانتس ذا رويال في دبي. يستمر المعرض الذي يحمل عنوان الحياة المنزلية حتى ٣١ أكتوبر، ويقدم عرضًا شاملًا ولكنه حميمي لموهبة فالديس في فن النحت وإتقانه للتفاصيل الدقيقة.
يُعرف فالديس بأعماله متعددة التخصصات التي تشمل الرسم والنحت والوسائط المتعددة، وهو يحتضن الطابع الفريد لدبي للتعبير عن إبداعاته. وصرح فالديس في مقابلة مع ذا ناشونال قائلاً: “أحب العرض في دبي لأنها مكان فريد”، مشددًا على ردود الفعل المميزة التي تتلقاها أعماله في مدن مثل دبي و برلين و بكين.
رحلة عبر تاريخ الفن
تشتهر منحوتات فالديس بالإشارات العميقة إلى أعظم أساتذة الفن في التاريخ. حيث يستوحي إلهامه من شخصيات شهيرة مثل دييغو فيلازكويز من الفترة الباروكية، و فرانسيسكو غويا من الرومانسية، و بابلو بيكاسو، ليعيد تفسير موضوعاتهم وأشكالهم ودمجها في سياق معاصر. تشمل أعماله المميزة شخصيات ذات أبعاد مبالغ فيها ووجوه بلا ملامح تزينها تيجان معقدة مصنوعة من مواد مثل الخشب و الرزن و الألمنيوم و البرونز.
إعادة التفسير والطبقات المتعددة
منهج فالديس هو حوار مستمر مع الفن الماضي، حيث يجمع أجزاء من الأعمال الفنية الشهيرة، مثل الملكة ماريانا من لوحة فيلازكويز عام ١٦٥٣، مع عناصر حديثة مثل الألوان والأنسجة من الفن الشعبي. يتيح هذا التفسير الجديد للأشكال التاريخية، حيث يستوحي فالديس أفكاره من فنانين مثل أنطوني تابيس و جان دوبوفيه. حتى رشات الطلاء العرضية، على غرار أسلوب جاكسون بولوك، تُعتبر جزءًا من العملية الفنية، مما يؤدي إلى تطورات غير مخطط لها في أعماله.
استكشاف بصري للحرفية
يسلط معرض الحياة المنزلية الضوء على قدرة فالديس على إدخال تفاصيل فنية وفكرية دقيقة في منحوتات صغيرة، مما يوفر عرضًا بصريًا غنيًا دون إرباك المشاهد. من خلال اللعب بالضوء واللون والمواد، يُعاد تفسير الموضوعات التاريخية بطرق مفاجئة. يعد المعرض بتفاعل مثير مع الجماهير المتنوعة، سواء من عشاق الفن أو المبتدئين على حد سواء.
الإلهام من الحياة اليومية
يصف فالديس كيف يمكن أن يأتي الإلهام من مواجهات يومية. سواء كان ذلك من زجاجات العطور اليونانية القديمة في متحف المتروبوليتان أو لوحة وارهول في نافذة متجر، يسمح فالديس لعمليته الإبداعية بالتأثر بما يراه، مما يجعل تاريخ الفن في حوار مع المواضيع المعاصرة.
في هذا السياق، يعمل فن فالديس كجسر بين الماضي والحاضر، مستكشفًا اهتمام البشرية الدائم بترك بصماتها عبر التاريخ. كما يقول فالديس: “من المهم النظر إلى الماضي لفهم الحاضر”.
يعتبر معرض الحياة المنزلية فرصة استثنائية لتجربة الفهم العميق لفالديس لكل من تاريخ الفن والتقنيات الفنية الحديثة في شكل حميمي ومتاح. يستمر المعرض حتى ٣١ أكتوبر في أوبرا غاليري في أتلانتس ذا رويال في دبي.