نظمت وزارة الثقافة سلسلة من الندوات التي استعرضت الممارسات التقليدية والمعاصرة للخط العربي، والأهمية الثقافية والجمالية لهذا النوع من الفن .
أقيمت الندوات، التي شارك فيها نخبة من الخطاطين والفنانين والباحثين والخبراء العالميين، بالتزامن مع معرض "الخطوط والخط: مسارات إلى الروح" الثاني الذي يقام في مركز فنون المدينة المنورة خلال الفترة من 15 أكتوبر إلى 23 ديسمبر .
خلال الندوة الأولى التي جاءت بعنوان “رحلة الفنون التقليدية في انتقالها من الأساليب الكلاسيكية إلى المعاصرة”، سلط الخطاط أحمد رزق الضوء على أهمية تكيف الخطاطين مع عصرهم، وبالتالي ضمان استدامة فنهم .
وسلط الخطاط بيان بربود الضوء على دور التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في إبراز أهمية الحروف العربية وإعادة التأكيد على سماتها الجمالية .
ناقش المصمم إبراهيم باتشيلدر استكشافه للتراث الثقافي الإسلامي داخل المنطقة العربية وخارجها، مؤكداً على دور الخط العربي في التطبيقات المعاصرة للحفاظ على الشكل الفني ودفعه نحو المستقبل .
وشاركت هدى أبي فارس والمصممة عزة فهمي في الندوة الثانية التي حملت عنوان “قلائد حول الرقبة” والتي تناولت دمج الخط العربي في صناعة مجوهرات الزينة .
وركزت الندوة على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والحرفية الوطنية وقدرة الخط العربي على التعبير عن الجمال والأصالة في عالم تصميم المجوهرات .
وشاركت أستاذة الفن ندى الشبوط والفنان التشكيلي تيمو ناصري ومصممة الأثاث ندى دبس في الندوة الثالثة بعنوان “الخط العربي في الفن والتصميم المعاصر". وتحدثوا عن استمرارية الخط العربي وارتباطه بالحضارة الإسلامية والثقافات الأخرى، وارتباط الفنانين المعاصرين بالفن التقليدي، والجوانب الهندسية ونظريات الإبداع .
أما الندوة الرابعة فكانت بعنوان “الخط العربي في العمارة: الإزميل بدلاً من القصب”، وأدارها إريك ديلبونت، مدير المتحف في معهد العالم العربي في باريس .
وناقش لطفي عبد الجواد، رئيس قسم الأبحاث في المعهد الوطني للتراث في تونس، الممارسات المعمارية المعاصرة التي تلقي الضوء على التعاون التاريخي بين الخطاطين والحرفيين، وكذلك كيف تمكن المواد الحديثة من دمج الخط في الهياكل الحالية .
وتحدث هاني الهنيدي مستشار جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد، عن أهمية الخط العربي في الكتابة والعمارة والنقوش ومختلف جوانب الحياة اليومية .
وقالت المهندسة المعمارية سامية الدباغ: إن النمط المعاصر لتصميم المساجد قد يركز على الجماليات البصرية ويتجاهل تجربة المصلين، ويجب أن نعود إلى جذورنا ونستفيد من النماذج المعمارية في المسجد الأقصى والمسجد الحرام والمسجد النبوي.".
وعرض الخطاط عبدالرحمن الشاهد سلسلة من التصاميم المعمارية المستوحاة من الحرف التقليدية، مشجعاً المهندسين المعماريين على تعزيز مشاريعهم الحضرية من خلال استلهام أناقة الخط والضوء والفضاء والشعر .
وأتاحت الندوات مساحة لاستكشاف الجوانب الجمالية والفلسفية والروحية والإنسانية للخط العربي، من خلال السماح للخبراء والمشاركين بمشاركة تجاربهم وممارساتهم الشخصية .