منذ سنوات عديدة، يسخّر الفنان التشكيلي اليمني محمد سبأ ريشته في نشر تراث وثقافة بلاده التي تعاني أوجاع الحرب منذ نحو 8 أعوام
يقيم الباحث محمد سبأ في العاصمة المصرية القاهرة، ويواصل نشر رسالته الفنية من المنفى، أملا في صنع واقع جمالي وفني بعيد عن أوجاع الحرب وتداعيات الصراع. بدأ محمد الرسم منذ نعومة أظافره، حين كان يرسم بالأقلام المتوفرة القليلة للشح الكبير في أدوات الرسم والمكتبات والخامات الخاصة بالفن التشكيلي. بدأ محاولاته في الرسم بالأقلام العادية التي كان يدرس فيها المرحلة الأساسية، ويشير إلى أنه في المرحلة الدراسية الثانوية انتقل إلى شراء أدوات الرسم من المدينة، بعد أن انحصرت حياته في ريف محافظة إب خلال المراحل الدراسية الأولى.
قام محمد معارض فنية خلال دراسته في الجامعة، إضافة إلى إقامة معرض فني أثناء تخرجه منها عام 2007، حيث كانت حينها محافظة إب عاصمة الثقافة في اليمن، وشارك وقتها بلوحة فنية عن الملكة اليمنية القديمة الشهيرة "بلقيس".
وخارج البلاد، كان لمحمد أول معرض فني في القاهرة عام 2016، وقد احتوى على 30 لوحة، وكان المعرض تحت عنوان "اليمن تراث.. ماض وحاضر"، وفي العام التالي (2017) أقام معرضا فنيا تحت شعار "اليمن مهد الحضارة"
وفي عام 2018، أقام معرضا فنيا في أكاديمية الفنون بالقاهرة، بعنوان "اليمن.. مقتطفات فنية"، حيث احتوى على 50 لوحة فنية.
الفنان محمد سبأ يعشق كثيرا ما تحظى به بلاده من موروث شعبي فريد، مما جعله يركز كثيرا على نشر هذا المجال في السنوات الماضية، ونتيجة لذلك تخصص في "الموروث الشعبي" أثناء دراسته الماجستير في القاهرة، مما أوجد له شغفا أكبر بهذا التراث
قام الفنان محمد سبأ برسم العديد من اللوحات الفنية الجذابة، أبرزها لوحات من التراث اليمني والقرى والمناظر الطبيعية، ومنها لوحات تاريخية من الحضارة اليمنية، إضافة إلى لوحات تعبّر عما يجري حاليا من صراعات وحروب وأوجاع وغيرها ، وعن الصعوبات التي واجهها في مجاله الفني، يقول "واجهت عوائق في التعليم والدراسات العليا، مثل توقف منح الطلاب الدارسين في الخارج، وتوقف رواتب الموظفين الحكوميين داخل اليمن، إضافة إلى المشاكل التي خلّفها لنا الصراع الدائر، مثل مواصلة مسيرتنا الفنية خارج البلاد بدلا من الداخل. وهناك كثير من المعاناة التي تواجهنا، وهي على علاقة بما يجري من تداعيات الحرب في اليمن.
وفيما يتصل بالخطط المستقبلية التي ينوي العمل عليها، يفيد محمد بأنه "يعتزم مواصلة الفن التشكيلي والعمل في إحياء التراث الثقافي الشعبي وترويجه والحفاظ عليه، وعقد مؤتمرات ومعارض ونشر أبحاث فيما يتعلق بكل ما يخدم التراث والثقافة اليمنية.
وأشار إلى أنه سيحرص على العمل مع المتخصصين في المجال الثقافي؛ من أجل الحفاظ على تراث اليمن والتعريف به خارجيا وداخليا