تزخر المكتبات العربية والعالمية بمجموعات مهمة من المخطوطات العربية القديمة التي تحظى بشهرة كبيرة, وإذ تجاوزت شهرتها العالم العربي, حيث أصح بعض الباحثين االغربيين من المغرمين بتلك المخطوطات, ومن بين هؤلاء الباحثة االفرنسية " اليونور سيلارد",باحثة في الدراسات الأسلامية, متخصصة في المخطوطات القرانية, وبعد دراستها اللغة العربية والأدب والحضارة في معهد اللغات والحضارات الشرقية في باريس , تخرجت بدرجتي الماستر والدكتوراه في المخطوطات القرانية المبكرة عام 2015.
كانت اليونور مفتونة بجماليات الكتابة اليدوية العربية, بخاصة الخط الكوفي على أوراق الرق في سن االمراهقة, فكانت تقضي وقت فراغها في جمع صور لأوراق القران القديمة بالخط الكوفي من أجل إعادة انتاجها . بعدها قررت أن تتعلم اللغة العربية في الجامعة وبدأت اكتشاف القران, وكذلك الاثار الأدبية الأخرى التي هي أصل اللغة العربية الفصحى مثل الشعر الجاهلي.
تدرس الباحثة استخدام علم الحفريات وعلم المخطوطات لاعادة بناء التسلسل الزمني للمخطوطات, وتستخدم منهجية علمية مستوحاة من دراسات المخطوطات اللاتينية واليونانية, مع استغلال أدوات مثل علم الترميز الكمي لتوصيف الأحبار. وتقول الباحثة أن أقدم المخطوطات القرانية اكتشفت في مساجد الفسطاط ( القاهرة القديمة) ودمشق وصنعاء. ومع ذلك تم تداول المخطوطات دائما على مر العصور, فلا علاقة لأماكن الاكتشاف هذه بأماكن الإنتاج, وباستثناء مجموعة صنعاء التي ظلت في الغالب في مكانها , فان كل هذه المخطوطات منتشرة اليوم في المكتبات والمتاحف في جميع أنحاء العالم .
لم تكن اللغة العربية لغتها الأم أو لغتها الثانية أو الثالثة , ولم يكن الإسلام دينها وثقافتها , ولكن عندما تواصلت مع الخط العربي بدأ كل شيء .